المقالات

[ ليس العلم بكثرة الرواية ]

قال مالك : ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نور يضعه الله في القلوب.

قال محمد بن رشد: النور الذي يضعه الله في القلوب، هو الفهم الذي به تستبين المعاني فيتفقه فيما حمل، فشبه ذلك بالنور وهو الضياء الذي به ينكشف الظلام، فمن لم يكن معه ذلك النور، فهو بمنزلة الحمار فيما حمل من كثرة الروايات يحمل أسفارا. فمن أراد الله به خيرا أعطاه من ذلك النور. قال رسول الله ﷺ: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» .
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: ٢٦٩] قال مالك: هو الفقه في دين الله. وقد أثنى الله تعالى على من آتاه الفهم، فقال: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [الأنبياء: ٧٩] . والحكم الفهم والفقه، والله أعلم، وبه تعالى التوفيق.

البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل ١٧ / ٢٩٤